09 mai 2011

الشّاي للّه يا سيادنا !

قالّك فمّة شكون يخلّص في الغشاشر باش يكسروا و يسرقوا، و فمّة شكون يحمّش في البانديّة و البطّالة باش يحرقوا المؤسّسات العموميّة، و فمّة شكون قاعد يعمل في المستحيل باش إنتخابات 24 جويلية ما تصيرش، و فمّة شكون يسعى باش يبث البلبلة في إجتماعات الأحزاب ، و فمّة شكون وراء صفاحات الفايس بوك اللّي تسرّب في الإشاعات و تدعو إلي العنف، و فمّة شكون يشري فيهم بالفلوس زادة، و فمّة شكون يحرّض على الإضرابات و الإعتصامات و زعزعة الإقتصاد الوطني و فمّة شكون وراء المندسّين و أزلام المخلوع و فلول النّظام البائد ... وهاذا الكلّ لغاية في نفس يعقوب!


و قالّك النّاس الكلّ فيبالهم، الحكومة، الصحافة، الأحزاب، الدّاخليّة، الجيش... الحاصل النّاس الكلّ كان المواطن اللّي يلقى روحو متّهم في كلّ الأحوال يا إنّوا بوهالي فمّة شكون عدّاها عليه، يا إنّوا خاين على سوردي منقوب يبيع والديه، يا إنّوا مالأغلبيّة الصّامتة الّي رافعين شعار يمين البكّوش في صدرو!



و كي تجي تسأل آش كون النّاس الكلّ تسكت و إتبلّم، التجمّع؟ لا! الحكومة؟ لا! النّهضة؟ لا! حمّة؟ لا! القذّافي؟

لا! الموساد و الماريكان؟ لا؟ السياسيّن الجهويّين ؟ لا بما إنّهم من رابع المستحيلات كي الغول و العنقاء و البوليس الوفيّ! جماعة كوكب زحل؟ لا بما إنّهم وطنيّين! آش كون إمّالة بو كانون؟



حتّى كي تكلّم الرّاجحي و حب يقلّنّا آش كون طلع مصوحب حوّات و كركار و فاسق و ما يفهمش في أصول مخاطبة سلالة حاشية البايات و يسب في جلالة الجنرالات و زيد فوق من هذا الكلّ فمّة وراه شكون!



أيّة ما نطوّلش أعليكم أنا تو إنقوللكم آشكون و نعطيكم الصّحيح و نحكيلكم عالقطّة و بنت القطّة!

ياسيدي اللّي وراء هذا الكلّ هوما ناس بسم الله إيه نعم الشّكون هوما الجنون! أطلب اللّطف وزيد اللّطف! جنون داعرين عمنّالهم ستّة و ستّين حزب و ما فادش فيهم، زدناهم حزب اللّطيّف طلع حزب موش رسمي يخدم في لبلاد أما بالسّرقة! لا فاد فيهم كشطة الشيخ مورو لا لحية الغنّوشي و لا الفرطسة الماركسيّة!



الجنون هوما اللّي ركبوا لعباد في الثورة، الجنون هوما اللّي ركبوا البوليسيّة، الجنون هوما اللّي ركبوا أحزاب الكاكويّة باش يصفقوا لبن علي نهار ثلطّاش و إسبّوه نهار أربعطاش، و يسبّوا المجلس التأسيسي كي كانو في الحكومة و يمجدوا فيه بعد ما خرجوا منها، و يتشبثوا بتاريخ 24 جويلية و يطرحوا في حلول بديلة لتاريخ 24 جويلية، الجّنون هوما اللّي ركبوا برشا أحزاب و جمعيّات باش يحكيوا عاللّائكيّة و السلفيّة و الحجاب و النّقاب و القبقاب في وقت لا زمنا نحكيوا فيه على مجلّة الإنتخابات و تأسيس الأحزاب و حرّية الصحافة و إستقلال القضاء...

الجّنون هوما اللّي ركبوا لحكومة باش تعيّن حارة عباد في هيأة باش تحقّق في الفساد في البلاد في وقت إلّي أربعة منّاس ما ينجموش وحدهم يحقّوا في تجاوزات أصغر منحرف في عايلة الطرابلسيّة!


الجنون هوما اللّي ركبوا الحكومة باش تدخل في مجادلات عقيمة حول مدّة إقصاء التّجمعيّن و رتبة القضات المشرفين على الإنتخابات باش إدّور إدّور و تقرّ إقتراحات الهيئة بنسبة 99% ،


الجنون هواما اللّي هربوا المساجين و عنّفوا الصحافيّين،


الجّنون هوما اللّي خلّاونا ماللّي كنّا نحكيوا على أداء الحكومة و مدى صدقها في القول و إخلاصها في العمل ولّينا نتحسروا كيفاش كان بورقيبة إمسيّب باش حامبة يرمي في الحبوسات اللّي يخالف راي سيدنا السّلطان و على شافية رشدي و ننشدوا إذا كان أولاد الحومة شبعوا وإلا مزّالو باش تصحّ الصدقة!


الجّنون عطلوا في محاكمة السرياطي و سرّعوا في محاكمة الرّاجحي،


الجّنون طلعو للغنّوشي قالولو لبّيك شبّيك أحلى مقرّ بالفيبر أوبتيك نهديك!


الجنون هوما اللّي خلاونا نحظرو في إنتخابات 2011 بعقليّة 87!


الجنون خلاو بلاتوات التلافز حكر على وجوه بذاتها!


الجنون خلاونا ماللّي كنّا نحكيو على الديمقراطيّة، ولّينا نرفعوا في شعار شد مشومك لا إجيك ما أشوم و راعي نفسيّة البوليس كي يتتّيك و خبّي راسك تحت شاشيتك كان تحب تخلص في شهريتك، و كلمة سامحونا بعد الطريحة هي الديموقراطيّة الصحيحة!


تونس ماكنها جنّ! بن علي هرب و الجنون متاعوا لابسينّا، على الأقلّ قبل الآشكون كنّا نشوفو فيهم، توّا الآش كون لا نعرفولو لا وجه لا سليخة ,الجّنون ما يتسمّاوش، ما يتشافوش، ما يتكلموش و ما إنّجموا إنقولو كان الشّاي للّه يا سيادنا !


03 mai 2011

سيدي تاتا و دولة قردستان

الشّرارة





المسألة معادش مسألة لائكيّة ولّات مسألة أزمة هويّة، حكّ راسك و عاود إكتب التّاريخ و إختار منّو إلّي يعجبك و الباقي في الزّبلة، إتفرّج في المرآية إتمعشق في طلعتك البهيّة و قول إش يا ذبّانة ما فمّا في برّ تونس كان أنا و خوذ الميكرو و إبدى أخطب في خلق ربّي، أسياد تاتا إلّي حاشتهم بفكرك الوقاد و بصيرتك النّيرة و ثقافتك متاع التفّاح و النّفّاح و القوارص عصباح، هاك الكمشة نعاج الّي حاشتهم إب كبش بقرونو باش يقودهم، هاكلّي ماتو باش تجي سيادتك تنوّرهم و تحلّلهم عينيهم و إتسرحلهم وذنيهم خاترهم على نيّة ربّي، سامحوني راهم غلطوني، ما حقنيش نقول نيّة ربّي، خاطر فمّا آش كون ما يمّنش إب ربّي، و فمّا اللّي إقول إنّو نيتي نيّة الشّيطان، و باش لا يتغشّوا لا جماعة ليمين لا جماعة ليسار خمّمت نكتب من فوق إلّوطى أما خفت لا إقولو خطاب نخبوي و متسلّط، ولّا نكتب مالّوطى إلفوق، أما خفت إقولولي جاي ملّوطى لازم مندس تجمّعي ولا إتحب إتولّي إلفوق و إتخلّينا إلّوطا




دار لقمان مزّالت على حالها إلّي إحب يعمل فيلم على حمّام النساء و بولحية و مشكلة المرأة في العهد البيزنطي... بالعربي على "صرّتو"، يلقى الدّعم و التّمويل و إتجيه التلافز إتصور و تتحلّو البيبان و تتفرشلو الزّرابي البنفسجيّة



و اللّي إحب يصوّر المرمّاجي و البطّال و الجّيعان و الزّطّال و اللّي ماعندوش باش يداوي و الطّالب اللّي عايش علا كسكروتات الهريسة و السردينة و ماعندوش حق فرملي و كابوسان واللّي شهريتو يخلّص بيها حق ركوبو و فطورو عمرو أربعين كاص مزّال عازب على خاطر ماعندوش حق تاكسي للبحيرة و باش يخلّص حق قهوة إلزميلتو في البحيرة، و بو العايلة اللّى يلهط ما يخلط غارق في الدّيون للعنكوش واللّي كي إطيح لفرنك في يدّو إخبّيه موش باش يعمل حجّة ولا رحلة للمرّوك ولا تركيا ولا باش إزهّز بنتو مالصغرة كي ناس بكري، و لا باش يشري شنشونة لأمّو في عيد الأمهات و دبوزة قوارص للمدام في عيد الحب، أما خاطر دخول المكتب عدّك بيه، و سيدي رمظان عدّك بيه، و العيد لكبير عدّك بيه و الزبلة و الخرّوبة عدّك بيها، و فاتورة الظو عدّك بيها، و كمبيال باطام عدّك بيه، هاك المواطن إلّي كي إشوف يوميّة يلعن الشّيطان خاطر يشوف فيها فاتورة هاك إلّي ما إحبّش السّنة الكبيسة خاطر فيها نهار مصروف زايد، إلخ إلخ إلخ،



و بالمختصر،اللّي يحب يعمل فيلم على التّونسي و لتونسي ، إترصّيلو إدادي سكريبت تحت ظبّوطو من إدارة ليدارة و من بيرو إل بيرو يا كريم متاع اللّه، لواه هذا الكلّ ، المواطن العادي ما إشرّفش، وجهو موش سياحي، مصيرو يعاني و كي يجي يتفرّج على فيلم تونسي منّو فيه يحطّولو فيلم على مشاكل دولة ظبّوط القردة، علاه قصّة التونسي مصيرها ظبّوط مخرج شاب حبّ يحكي على عايلتو و جيرانو و حومتو و دشرتو ... ياخي دخّلوه ملباب خرجوه ملخوخة! تقولشي عليه واحد حب يشري مراية باش يشوف روحو باعولو بوستار شيقيفارى ولا عمرو خالد ولا مهنّد! ياخويا إنحب فيلم على ريحة الصّنان و الحلبة في الكار الصفّرة وروايح الزيت المحروق في حوانت الكفتاجي و العباد إلّي شاهية إتشم ريحة ورقة بو ثلاثين و روايح الزّبلة في الصيف و روايح لمعامل و ريحة الهرقمة و ريحة الفطاير و ريحة الملوخية و ريحة بابور القاز، و ريحة فم واحد جيعان ... خاطر و بكل صراحة أغلبيّة الأفلام التوانسة عملو الرّيحة ، يزّيونا من الوهابيّة ، جماعة إبن الوهّاب ولا جماعة هيفا وهبي!


و نحكي على السينيما في المطلق، خاطر اليوم كثرو السنيمائين، جماعة النقابة تعمل في السّينيما، جماعة النساء الديموقراطيّات و داء على لونك، جماعة فزّ قوم، الجماعة اللّي تقدّم بالتّوالي، جماعة التجديد و إحياء التراث، جماعة المبادرة متاع الشعب الرّآسة لحمّام سوسة، جماعة ميز مزماز تجمعي باز، حكومة مانيش باطي صبّلي كاس تاي بالبندق، قناة نسمة الحرّية من مصب ليهوديّة، قناة متحف باردو، قناة الهندي المقشّر، جمعية قاضي الغرام في عهد المخلوع عزّام، نقابة البانديّة فرع علي شورّب، نقابة كرتوش القنّاصة فسية بصّاصة ... و الليسته أطول من فترة رئاسة المخلوع


و كيف عادة السينيما التونسيّة الدّعم و الميكروات و الكاميرات ماشية للّي يستوردو في خطابهم من دولة ظبّوط قردستان و الّي إحب يحكي على لبلاد و ريحة لبلاد إ ترصّيلو برنامجو تحت ظبّوطو يساسي بيه، أما المرّة هاذي دوّيو، التمويل الرّسمي موش مالإدارات و البيروات أما من عند سيدي تاتا هاكلّي أعمل روحو درويش باش يعيش و كي فكولو خبزتو فكّلهم الكرسي !


و سيدي تاتا آش ناقصو باش ما ياخوش دور البطولة؟ تبارك الله عليه عدّى كاستينغ نهار 14 جانفي ولا أروع علاش يقعد فرايجي ؟

سيدي تاتا لاهو إسلامي و لاهو ملحد، سيدي تاتا يصلّي و خوه يسكر و جارتو حاطة فولارة و مرتو عاملة الماش و ولد عمّو شدّ الحبس في جرّت شاك و عمّو حاج و ولد خالو حارق و ولد عمتو مدير بانكة و ولدو بطّال و بنتو في الفاك و إتلوّج على بلاصة في مبيت ، و الأهمّ سيدي تاتا هو التّونسي إلّي على خاطرو فمّا حكومة و برلمان و إنتخابات، سيدي تاتا إحب دولة كيفو و ما إحبّش دولة ظبوط قردستان !

17 mars 2011

حدّثنا أمّيّ فقال

سئل تونسيّ عن المساواة في الإرث بين المرأة و الرّجل فأجاب أنّه لم يرث عن أبيه غير ديون و مرض السّكري و رأس أصلع وإذا ما أرادت بناته أن تتساوين في هذا الإرث مع أبنائه فهنّ أحرار



و سئل عن العلمانيّة فقال : الدّين بالنّسبة لي أن أدعو اللّه اللّطف بعد أن وقع القظاء، و أن أسأله السّترة إذ أنّ الحاجة أشبه بالعراء، و أن أطلبه رزقا و لو كان بعد كلّ و عناء ، فما همّ دستور البلاد إن دعوت ربّي و قد عميت عن حالي بصيرة "مثقّفي" العباد



فسألناه عن "المثقّفين" فأجاب: أناس عجاب و أقدرهم على الوقوف أمام مرآة لساعات، و التحدّث لساعات، و إن لم يكم بهم، أو لحديثهم، حسن

27 février 2011

في الثورة و الثوّار

:سألنا شيخا ذو حكمة و رجاحة رأي عن الثورة فقال



مثل الفايسبوك و الثورة التونسية كمثل الحمار و ثورة صاحب الحمار، فالحمار ليس ثوريّا في المطلق، و ليس كلّ من إعتلى حمارا أو صاحبه ثوريّا ، و زد عن ذلك أنّ بن يزيد، صاحب الحمار والثورة، لم يعرف عنه العفّة بل النرجسيّة



و مثل الثّورة و تونس كمثل فانوس أنار ظلمة ليل بهيم، و لكنّ الفوانيس في أحيائنا تستجذب عادة المعربدين و السّكارا بصيحاتهم الهجينة و قهقهاتهم، و بنحابهم أذيال الليل، تؤنسهم كائنات الظلام من خفافيش و فراش العثّة و بعوض ، فلا هنئ بسباتهم النائمون، و نصيب من إستفاق من غفوته منه قوارير النبيذ الفارغة و الزجاج المتناثر




و مثل الثائر و السّاسة كمثل من تاب عن إثم، فشدّ الرّحال، فحجّ بيت الرّحمان، فرجع إلى أهله، فأهدى رجلا "علكة الحجّ" كي يتبارك بها على عادة أهل البلاد، فظلّ صاحبنا يعدّد أفضال الحجّ و علكَته، وهو يلوكها دون هوادة، مطلقا قرقعة تصمّ الآذام، كأنّها الطّرق على رؤس السّامعين، فسكت ناسكنا قهرا حتى نطق كفرا، فلا العلكة باركت لائكها، و ما ثبت ثواب النّاسك



و مثل الثّورة و الثّوّار، كمثل قافلة خرجت تطلب رزقا و تجارة، فهامت في الصّحراء حتّى شحّ زادها ، فلاح لها في الأفق ما يشبه الواحة، فإذا ما تفرّق الرّكب كل يسابق صاحبه إلى عيونها و فاكهتها لم ينلهم إلاّ تعب الهرولة و سراب الواحة، و إذا ما واصلت طريقها مترّاصة الصفوف على إختلاف مآرب أفرادها بلغت غايتها و نعموا بما خيّل لهم أنّهم أبصروا



الثّورة فكرة، تولد و تندثر ، البعض يحياها و البعض يحيى على ذكراها، و يتوهم أغلبهم أنّه أدرك معناها